[font=Arial][b][size=21][color=#993366][font=Arial]في
فلسفة الإسلام وتعاليمه فإن لشهر رمضان الكريم ميزة خاصة على كل الأشهر،
والصوم، بمعنى الامتناع عن الأكل والشرب هو فقط أحد المظاهر الرئيسية لهذا
الشهر الذي من المفترض أن يكون شهرا للعبادة والتأمل والتقشف والثقافة
والتكافل الاجتماعي والصبر والعمل أيضا.ولكن مجتمعاتنا العربية ومنها
مجتمعنا الأردني تظهر في هذا الشهر سلوكيات سلبية تختلف تماما عما هو
مطلوب ومنشود من الصائمين ومن المسلمين بالخصوص، ومن خلال مجريات يوم
طبيعي في رمضان يمكن لنا أن نتعرف على هذه السلوكيات السلبية، والتي لا
نجد إن هناك أي جهد في الموعظة أو التثقيف يقاوم انتشارها في مجتمعنا.أهم
هذه الظواهر السلبية هو الإسراف المادي في شراء الأطعمة والمشروبات، وكأن
شهر رمضان أصبح شهرا للتخمة والمبالغة في تلبية احتياجات المعدة والمتع
الغذائية، وأي شخص يقوده حظه السيئ إلى أحد المتاجر الكبيرة لابتياع
احتياجات محددة سيجد نفسه أمام طابور طويل من المستهلكين الذين تبدو
تصرفاتهم ومشترياتهم وكأنهم مقبلون على حرب ستدوم أشهرا طويلة لا على شهر
واحد.هذا الإسراف العجيب يتناقض تماما مع مبادئ الصوم في شهر رمضان والتي
تتضمن الإحساس بمعاناة الفقراء والتكافل معهم، والاعتماد على نظام غذائي
صحي ولو أن ربع هذه المصروفات يتحول إلى صدقة أو دعم لإطعام الفقراء لكان
ذلك أجزى عند الله وأكثر تناسبا مع فلسفة شهر رمضان.أما قلة الصبر
والعصبية والتوتر فهذه من السمات الملازمة لشعبنا أثناء صيامه، وكأن
المطلوب من كل شخص أن يزعج الآخرين ويقرف حياتهم حتى يثبت أنه صائم، وهذا
يظهر تماما في سلوكيات السائقين في الشوارع وخاصة في فترة ما قبل الإفطار
حيث يمكن أن يتسبب أي سائق متهور في كارثة مرورية في سبيل وصوله إلى مائدة
الإفطار في الوقت المحدد. هذا بالإضافة إلى الصعوبة في خوض أي حوار منطقي
مع أي شخص أثناء صيامه إذ أن ذلك قد يتسبب في عراك كلامي وبدني
أحيانا.قلة العمل والكسل صفة أخرى من صفات المجتمع الأردني أثناء الصيام،
فالكل يستغل حجة الصيام وعدم توفر الدخان والقهوة والشاي لتقليل جهده
وعمله سواء أكان ذلك جهدا بدنيا أو ذهنيا مع أننا نعلم تماما أن رمضان كان
شهر الجهاد والقتال عند المسلمين[/font][/color][color=#993366][font=Arial]ولكن مسلمي اليوم لا يستطيعون حتى بذل الجهد الأدنى في
العمل أثناء الصيام، أما بعد الفطور فهذه حالة من الكسل الناجم عن التخمة
أثناء تناول الطعام! الطريف في رمضان أيضا أن الكل في هذا المجتمع يصبح
واعظا متدينا. التاجر الغشاش والموظف الكسول وزير النساء والرقاصة في
الملاهي الليلية يتحدثون كلهم عن فضائل رمضان، وعلى شاشات التلفزيون نجد
ممثلين ومغنين وراقصات يتحدثون عما يعني هذا الشهر الفضيل لهم، وبعد
انتهاء رمضان يعود الكل إلى ممارسة موبقاته المستمرة لأحد عشر شهرا في
السنة وإذا كان شهر رمضان شهرا للعبادة، فإن معظم الناس يطبقون هذه
المبادئ اثناء ساعات العمل فقط حيث يتم التركيز على العبادة والصلاة، وهذا
ليس سيئا ولكن هذا الورع ينتهي بعد ساعات العمل وتكاد تجد الشخص الذي
التزم بالصلاة والعبادة أثناء العمل يبحث عن القطايف والحلويات بعد
الإفطار والنوم قبل الإفطار.[/font][/color][color=#993366][font=Arial]هناك العديد من السلوكيات السيئة التي تحدث من قبل معظم
الناس في شهر رمضان، ولو راجع كل منا هذه السلوكيات وفهم جيدا معنى الصيام
لعرف تماما أن الصيام ليس فقط الإمتناع عن الأكل والشرب بل أن له فلسفة
صحية ونفسية واجتماعية كبيرة جدا ننساها جميعا أثناء الصيام ونضرب بها عرض
الحائط وطوله أثناء الإفطار.[/font][/color][/size][/b] [b]
[/b][/font]